الأربعاء، 27 سبتمبر 2017


شيء من الذاكرة
هكذا كانت الا خوة والاشقاء تحمل أواصر الأخوة وشدة التماسك والتلاحم؛ ولذا كانت تشتد في ما بين أفرادها آصرة الأخوة وقوة العلاقة والتناصر، الأخوة أوثق عُرى الروابط فهى من الإيمان وقد حّث النبى صلى الله عليه وسلم على الأخوة أيما حث وامتن الله على الاخاء أيما امتنان وللأخوة أسباب تزيدها قوة وتجعلها غذاء للروح ولمعرفة قيمتها يجب أن نتصور كيف تكون الحياة عند فقدا نهم..ان توحيد بين الاشقاء يقتضى توحيد القلوب إن جوّ الحب والألفة وسلامة الصدور لهو جّو الراحة والسعادة والاستقرار. هل تستحق الدنيا هذا التنافر بين الأخوة لتحقيق مطلب من مطالبها؟ هل يستحق الخِلاف مهما عظُم بين الأخوة الى التجرد من روابط الدم الابوي وضرب عرض الحائط تلك الابوة التي منحت لكل اخ نقطة دمه لقد امتن الله تعالى علينا بتأليف القلوب فالأخوة نعمة عظيمة تقتضى شكر الله عز وجل وهى ذخر للمؤمنين يجب علينا أن ننتفع بها ونتلذذ بها ونلوذ إلى دفئها . قال الشاعر:
لا يسألون أخاهم حين يندبُهم *** في النائباتِ على ما قال برهانا
اما اليوم وهو مما يؤسف له؛ أن العلاقات الأسرية بصفة عامة والعلاقة بين الأشقاء بصفة خاصة صارت فاترة، خاملة، إن لم تكن في بعض البيوت في حالة موت سريري، تنتظر إعلان القطيعة، وحلول الجفوة، وانقطاع التواصل.هنا تسيطر على العلاقة الاخوية مفاهيم القطيعة والشقاق وتبدئ مرحلة الذوبان والتحلل ويحل التفكّك والتمزّق بدل التماسك فتنتقل إلى مرحلة الانفصال عن أخلاقيات الدينية فليس من حقّ الفرد أن يحتقر أخاه لمجرّد أنه أرفع مستوى وأكثر عِلماً أو أعظم نفوذاً فالإمام على يقول : الاخوان أما أكبر سناً منك فاجعلهم بمنزلة أبيك وأما أصغر سناً منك فاجعلهم بمنزلة ابنك وأما مساوون لك فى العُمر فاجعلهم بمنزلة أخيك فبرّ أباك وآسِ أخاك وارحم ابنك
وصارالاخ يجد سلواه وراحته مع صديق له بعيداً عن نطاقه الأسري، يحكي معه، ويروي له، ويفيض بأنواع الحديث، لايأبى لهذه العلاقة التي لم تعد تستوفي القدر الازم لتلك المودة والتسامح ونكران الذات مما ينتج عنه
الفرار منهم والاحتماء بالأصدقاء خارج نطاق الأسرة أو معارفها................يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق